لماذا الركن اليماني مكشوف؟ اكتشف الأسرار المخفية وراء هذا المعلم الروحي الساحر!
إن موضوع الركن اليماني في الكعبة المشرفة يعتبر من الأمور المهمة التي ينبغي على المسلم معرفتها،يتمتع الركن اليماني بأهمية كبيرة حيث يعد أحد الأركان الأساسية للكعبة والتي لها مكانة مميزة في قلوب المسلمين،يشير هذا المقال إلى تفاصيل تتعلق بمفهوم الركن اليماني، سبب تسميته، واستلامه، بالإضافة إلى بعض التاريح المتعلقة ببناء الكعبة،كما يسلط الضوء على فضل هذا الركن وأهمية الصلاة في الحجر والأنشطة المرتبطة بالحج والطواف.
لماذا الركن اليماني مكشوف
يعتبر الركن اليماني هو الركن الجنوبي الغربي من الكعبة المشرفة، والذي يتواجد بشكل متوازي مع الركن الجنوبي الشرقي الذي يحتوي على الحجر الأسود،هذان الركنان يتواجدان على قواعد إبراهيم عليه السلام، في حين أن الركنين الجنوبيين الشاميين لم يكونا على قواعد إبراهيم،ويعود أصل هذا التوزيع إلى فترة تجديد قريش للكعبة، حيث أدت الاعتبارات التاريخية والدينية إلى بقاء هذين الركنين على قواعده الأصلية.
إن الحكمة التشريعية تقضي بضرورة استلام الركنين الجنوبيين المتبقيين على قواعد إبراهيم، في حين أن الركنين الشاميين لا يصلحان للاستلام نتيجة لتغييرات حدثت في مكان بنائهما،كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم باستلام الحجر الأسود وتقبيله، لكنه كان يستلم الركن اليماني دون تقبيل،وهذا يعني أن استلام الركن اليماني والحجر الأسود يتطلب الملامسة، ومن هنا يُعتبر الركن اليماني والحجر الأسود مكشوفين ليتمكن الحجاج من استلامهما كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ما الذي أحدثته قريش في بناء الكعبة
جاءت الحوادث التاريخية التي مرت بها الكعبة بعد احتراق كسوتها بسبب حادثة معروفة، حيث أرادت امرأة أن تجمر الكعبة فتسببت شرارة في احتراق الكسوة،وقد أدت هذه الواقعة إلى تصدع جدران الكعبة،وبسبب الأضرار الناجمة، قررت قريش هدم الكعبة وإعادة بنائها، لكنهم كانوا خائفين من العواقب، فكان هذا القرار موضع جدل ونقاش بينهم،بعد تردد طويل، قرروا المضي في العملية بعد أن حازوا على الأسباب الكافية لتحقيق ذلك.
هدمت قريش حجارة الكعبة حتى وصلوا إلى الأساسات التي أقامها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام،وعند وصولهم للأساس الأول، واجهوا عقبة كبيرة تتمثل في الأحجار الضخمة التي لا يمكن لحامليها الثلاثين نقلها،لذلك، تم إيقاف محاولاتهم لبناء الأساسات، ثم بدأوا في إعادة بناء الكعبة بشكل جديد،كان من حسن تقدير قريش ألا يدخلوا مالًا حرامًا في بناء الكعبة، فقصروا نفقتهم على الأموال الطيبة.
لتقليل التكلفة، قررت قريش أن يكون بناء الكعبة أقل ارتفاعًا مما كانت عليه في الزمن الماضي، حيث قاموا بتقليص البناء من جهة الحِجر،وقد أضافوا أساسًا في بطن الكعبة لموقع الركنين الشاميين، وهكذا أصبح هناك ركنان على قواعد إبراهيم وآخران على قواعد جديدة.
موقع الركن اليماني وسبب التسمية
الركن اليماني سُمّي بهذا الاسم من قبل العرب لأنّه يتجه نحو أرض اليمن،يُعتبر أيضًا الركن الجنوبي للكعبة، حيث يأتي بعد الركن الغربي أثناء الطواف حول الكعبة،كانت العرب تستخدم كلمة “يمن” للإشارة إلى كل ما يتجه نحو الجنوب، مما عكس الثقافة والموقع الجغرافي للأراضي في ذلك الوقت.
شرف الركن اليماني
- يعتبر الركن اليماني أحد الركنين اللذين بُنيا على قواعد إبراهيم عليه السلام.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على استلامه أثناء الطواف حول الكعبة.
- يُعتبر الركن اليماني شاهدًا لمن يستلمه يوم القيامة، حيث أشار النبي في الحديث الشريف (يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسانان وشفتان).
- يُعتبر استلام الركن اليماني سببًا في حط الخطايا، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطًّا).
- عند استلام الركن اليماني كان النبي يقول (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
هل يشرع تقبيل الركن اليماني
لا يشرع تقبيل الركن اليماني، إذ إن العبادات توقيفية،النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلم الركن اليماني دون تقبيله،وقد ضرب لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أروع مثال حين قال (إنِّي لأعلمُ أنّكَ حجرٌ لا تَضُرُّ ولا تَنفَعُ، ولولا أنّي رأيتُ رسول الله يُقبِّلك ما قبلتُك)،لذا، يُشرع استلامه فقط دون تقبيل.
فضل الصلاة في الحِجر
الحجر هو جزء من الكعبة، وكان ذلك نتيجة لنقصٍ في البناء من قِبَل قريش،يُعتبر الصلاة في الحجر مستحبّة، خاصة فيما يتعلق بالنافلة، لأن صلاة الفريضة غير صحيحة فيه بناءً على ما يُرجح،النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى داخل الكعبة، وعندما أرادت عائشة الصلاة فيها وكانت تعاني من صعوبة دخولها، أشار النبي صلى الله عليه وسلم أن تصلي في الحجر.
في الختام، يُعتبر الركن اليماني أحد أهم الأركان في الكعبة ويجب على الحجاج التعرف على فضله والاستفادة من السنة النبوية في استلامه،هذا الركن يمثل جزءًا من تاريخ العبودية والتوجه إلى الله، مما يجعل له مكانة خاصة بين المسلمين،إن استلام الركن اليماني خلال الطواف يُعدّ من شعائر الحج والعمرة، مما يعكس ارتباط الرحلة الروحية بمعاني الإيمان والطاعة.