تناقش التطرف والمثلية الجنسية: كيف غيّرت ثنائية وحيد حامد وعادل إمام واقع السينما؟
يعتبر السيناريست المصري “وحيد حامد” أحد الأسماء اللامعة في مجال السينما العربية، إذ استطاع بفضل رؤيته الفنية وموهبته السردية أن يبرز على الساحة الثقافية والفنية، مما جعله أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر والوطن العربي،تزامن نشاطه في فترة عصيبة من تاريخ مصر، حيث كانت الأفكار المتطرفة تسود في الشارع المصري، ولكنه استخدم أدواته الفنية ليتناول هذه القضايا بجرأة وعمق،من خلال موضوعاته المعالجة، وقدرته على كتابة شخصيات مثيرة وواقعية، أصبح “وحيد حامد” هو الصوت الذي ينقل هموم المجتمع المصري إلى الشاشة،
شخصيات سينمائية رائدة
ابتكر “وحيد حامد” شخصيات سينمائية غنية بالعمق والدلالات، ما جعلها راسخة في ذاكرة محبي السينما العربية،في وقت انتشر فيه التطرف، كان هو الشخص الذي عارض تلك الأفكار بأسلوبه الفني المميز،أعماله مثل “طيور الظلام” و”الإرهاب والكباب” و”معالي الوزير” و”عمارة يعقوبيان” تعد من العلامات الفارقة في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت معالجة реалистية لمشكلات اجتماعية وفكرية متنوعة، واستطاعت جذب جمهور واسع ونقاد السينما على حد سواء.
ثنائية وحيد حامد وعادل إمام
تشكل العلاقة الفنية بين “وحيد حامد” والفنان “عادل إمام” نموذجًا فريدًا في السينما المصرية،بدأت هذه الشراكة الإبداعية في عام 1981 مع فيلم “انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط” الذي شهد مشاركة كبار النجوم آنذاك، واكتسبا معًا شهرة استثنائية بعد فيلم “الغول”،تواصل التعاون لنحو ربع قرن، إذ استطاع كل منهما أن يكمل الآخر في عدد كبير من الأفلام التي كانت تعكس قضايا مجتمعية ملحة، مثل “الهلفوت” الذي تناول مشكلات اجتماعية وعجز حكومي عن مواجهة أزمات المجتمع المصري،
سجل من الأفلام الجريئة
جنبا إلى جنب مع المخرج شريف عرفة، أصبحت الأفلام التي تم إنتاجها تحت إشراف هذا المثلث السينمائي إحدى أبرز علامات السينما المصرية في التسعينيات،تناولت هذه الأعمال قضايا بينها الإرهاب، البطالة، وما يعتري الكتاب والفنانون من قلق حول الحرية الفكرية،كان فيلم “الإرهاب والكباب”، على سبيل المثال، عملًا جريئًا ناقش بفطنة قضايا الهوية والانتماء في مجتمع يرى نفسه في أزمة،ختمت هذه الشراكة مع عرضه لفيلم “عمارة يعقوبيان”، الذي تعامل بجرأة مع موضوع المثلية الجنسية ومجموعة من القضايا السياسية.
أثر وحيد حامد على السينما المصرية
ستظل الأعمال التي قدمها “وحيد حامد” راسخة في الذاكرة السينمائية المصرية والعربية،لقد قدمت شخصيات متكاملة ومعالجات درامية حقيقية تعكس واقع المجتمع، مما يجعله بحق واحدًا من أهم صناع التاريخ الفني في هذا المجال،أصبحت أفكاره ورؤاه مرجعًا لكثير من الفنين والمهتمين بالشأن السينمائي، مما يضمن مكانته في قلب تاريخ السينما المصرية.
تظل ثنائية “وحيد حامد” وعادل إمام راسخة في أذهان جمهور السينما، بفضل ما قدمته من أفكار جريئة وشخصيات تتجاوز حدود الخيال، مما يجعل من أعمالهما دروسًا في قوة السينما كفن مؤثر.