متى تبدأ تربية الطفل وما هي أساليب التربية السليمة التي تضمن تأسيس شخصية قوية ومتميزة؟
تعتبر تربية الطفل من أهم التجارب التي يمر بها الأهل، حيث تؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل ونمط حياته في المستقبل،تهدف التربية إلى بناء أسس سليمة من القيم والأخلاق والسلوكيات الحسنة التي تساهم في تشكيل شخصية قوية ومستقلة،إن معرفة الوقت الذي يبدأ فيه الأهل بتربية أطفالهم وكيفية القيام بذلك يعتبر من الجوانب الأساسية التي يجب على كل آباء أو معلمين مراعاتها،سيتناول هذا المقال موضوعات التربية وأهم الأساليب التي يمكن اتباعها في كل مرحلة عمرية للطفل.
متى تبدأ تربية الطفل
يتوجب على الأهل أن يدركوا أن تربية الطفل تبدأ منذ نعومة أظافره، حيث إن الرغبة في تعلم الحقائق الأساسية ومعرفة المعايير الاجتماعية تبدأ عند وصول الطفل إلى مرحلة معينة في نموه،يبدأ الأمر تقريبًا في الشهر السادس، حيث يبدأ الطفل في فهم كلمة “لا”، وهو الوقت الملائم لتحديد حدود معينة له،يجب على الآباء وضع معايير تربية واضحة ترتكز على تعزيز السلوكيات الجيدة والتقليل من السلوكيات السيئة، من خلال استراتيجيات تربوية متوازنة.
تعد الاستراتيجيات الفعالة في التربية جزءًا لا يتجزأ من تطوير سلوكيات الطفل،في هذه المرحلة، تستطيع الأم أن تلاحظ سلوكيات غير مناسبة، ومن ثم تلزم الطفل على إدراك الصواب والخطأ، بمعنى آخر، الانضباط هو ما يساعد الطفل على التفريق بين أفعاله، وهو ما يعتبر أساسيًا لتربيته بشكل سليم.
كيفية تربية الطفل
تشمل طرق التربية الإيجابية التي يمكن اتباعها بدءًا من عمر ثلاثة أشهر وحتى عمر سنتين، بأساليب متعددة تعزز من تطوير الطفل في الاتجاه الصحيح.
عمر الثلاثة أشهر
في هذه المرحلة، ينبغي اتباع أسلوب يتسم بالهدوء في التربية، والابتعاد عن العصبية المفرطة،يمكن منع الطفل من إحداث الفوضى دون إظهار ردود فعل قوية مثل الصراخ، بل يُفضل توجيهه بلطف،يجب أن تكون الأم حاضرة في ال moment لتوجيه الطفل وتقديم الأساليب المناسبة للتعامل،على سبيل المثال، عندما يبدأ الطفل في التسنين ويتسبب في العض أثناء الرضاعة، يمكنك بلطف أن تعززي مفهوم الحدود من خلال إغلاق أنفه قليلًا لإبعاده عن سلوك العض.
في سن الخمسة أشهر
تتطلب أساليب التربية الأساسية هذه المرحلة أهمية خاصة، حيث ينبغي على الأهل ان يسهلوا عملية التواصل مع الطفل،ينبغي الاستماع له وإظهار الاحترام له، والتركيز في ما يحاول الطفل إيصاله من أفكار أو مشاعر،كما يتوجب عليهم تقديم الدعم الإيجابي؛ تعزيز المشاعر الإيجابية والتصرفات الصائبة لديه،استخدام أسلوب الحزم يعتبر خياراً فعالاً في هذه السن،يجذب ذلك انتباه الطفل ويعلمه كيفية التعامل مع العواطف بشكل صحي.
ما بعد سن الستة أشهر
مع دخول الطفل مرحلة الحبو، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير الحماية لتأمين سلامته،ينبغي على الأهل وضع المواد السامة بعيدًا، وتغطية المقابس الكهربائية، وكذلك تأمين مكان اللعب الذي يقضي الطفل فيه وقته،في حال ارتكب الطفل سلوكًا خاطئًا مثل سحب سلك كهربائي، يجب على الأهل تحويل انتباهه بعيدًا عن ذلك بحركات مرحة أو ألعاب،إن فهم الطفل لهذه الحدود يقع ضمن أهمية التربية في هذه المرحلة.
تربية الطفل في سن سنة
تواجه الأمهات تحديات جديدة مع اقتراب الطفل من عمر السنة، حيث يبدأ في إظهار السلوكيات مثل نوبات الغضب،تتطلب هذه اللحظات من الأهل التعامل بهدوء وتوجيه سلوك الطفل بطريقة إيجابية،قد يُطلب من الطفل الجلوس في مكان محدد حتى يهدأ، مع الاعتماد على طريقة التواصل الهادئ للحفاظ على استقرار أجواء المنزل.
أساليب تربية الطفل
إن تقنيات التربية متنوعة للغاية،بعض الأساليب قد تكون فعّالة مع طفل بينما قد لا تناسب طفل آخر،يعد استخدام القدوة الحسنة أحد أهم الأساليب، حيث يميل الأطفال إلى تقليد سلوك آبائهم،الحوار الإيجابي يعد ضرورة لفهم عقل الطفل، ومن ثم توجيهه للسلوكيات المرغوبة،ومع ذلك، يُفضل أن يتم استخدام أساليب العقاب بطريقة لا تضر نفسياً أو جسدياً.
أشياء يجب تجنبها أثناء التربية
بينما يتم التركيز على الأساليب الناجحة في التربية، فمن المهم كذلك تجنب الأخطاء الشائعة التي قد تؤثر سلبًا على طابع الطفل،يجب أن تكون المعايير التي يتم وضعها مقبولة، حيث أن الإفراط في الحزم قد يولد شعورًا بالعجز،كما يجب التأكيد على عدم إهمال الطفل أو استخدام أسلوب الانتقاد بشكل مفرط، لأن ذلك قد يساهم في اكتساب السلوكيات العدوانية،تغليب استخدام بدائل لكلمة “لا” من أجل الحفاظ على اثارة الفضول بدلاً من كسر الروح الإيجابية لدى الطفل، من الخطوات الأساسية لتربية صحيحة.
في الختام، تُعتبر التربية عملية معقدة لكنها في الوقت نفسه تستحق الجهد المبذول،إن اتباع التعليمات والأساليب الصحيحة يسهل على الأهل تشكيل شخصية طفل مستقلة ومليئة بالقيم الإيجابية،بالتالي، يؤدي كل ذلك إلى بناء مستقبل مشرق وأفضل لأطفالنا، ما يُساهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في الحياة.