لمسة وفاء: «مئوية الغناء» تحتفي بإرث أحمد الحجار في دار الأوبرا
يعتبر مشروع «100 سنة غنا» من المبادرات الفنية الراقية التي تهدف إلى إحياء التراث الموسيقي العربي وتقديمه للأجيال الجديدة،تسلّط هذه العروض الضوء على أهم المحطات في تاريخ الموسيقى العربية وتطويرها، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية؛ حيث يتضمن العمل تكريم نجوم الغناء والموسيقى الذين أثّروا في الساحة الفنية،ومن المقرر أن تكون الأمسية المخصصة لتكريم الفنان الراحل أحمد الحجار بمشاركة نجمين بارزين، مما يعكس أهمية الحدث وعمق تأثير الحجار في الساحة الغنائية.
تفاصيل الأمسية
تقام الأمسية في الخامس من يناير الجاري، حيث يتم عرض مجموعة مختارة من أعمال الراحل أحمد الحجار، الذي كان على مدار مسيرته الفنية أحد أبرز المطربين وأكثرهم تأثيرًا،سيتضمن العرض أفضل وأحلى أغانيه التي أثرت في جمهور كبير، كأغنية «أخويا الحبيب» و«ناديني» و«أنا حلمك»،يضاف إلى ذلك مشاركة واسعة من نجوم آخرين مثل أنوشكا وهشام عباس، مما سيعزز من قيمة المناسبة وفكرتها،هذه الأمسية تعدّ فرصة لجمهور الحجار لتذكر أعماله، وإعادة استعاده لحظات رائعة من مسيرته الفنية.
السيرة الفنية لأحمد الحجار
يُعتبر أحمد الحجار واحدًا من أبرز المطربين والملحنين في فترة التسعينيات، حيث ولدت موهبته الفنية في عائلة تتمتع بجذور عميقة في الوسط الفني،فوالده، إبراهيم الحجار، يُعتبر من أعلام الموسيقى في القرن العشرين، وشقيقه على الحجار يشكّل جزءاً من الثقل الفني في الساحة،درس أحمد في المعهد العالي للموسيقى العربية، مما منح له موهبة موسيقية متكاملة، كما ساعده ذلك في تطبيق تقنيات العزف المتنوعة على العود والبيانو وإدراج المفاهيم النظرية الموسيقية في أعماله.
تأثيره على الساحة الفنية
تعاون أحمد الحجار بشكل متواصل مع مجموعة من نجوم الغناء في تلك الحقبة، من بينهم علاء عبد الخالق وأنغام، حيث أثمر ذلك عن تراث غني من الأغاني التي تعكس نبض المجتمع وثقافته،أغنية «عود» كانت بمثابة انطلاقته نحو عالم الشهرة، تلتها مجموعة من الألبومات التي حققت نجاحات استثنائية، وهو ما يبرهن على موهبته الفذة وإبداعه الفريد،فقد واصل الحجار تأثيره في الساحة الفنية حتى وفاته في عام 2025.
أهداف مشروع 100 سنة غنا
يهدف مشروع «100 سنة غنا» إلى توثيق تاريخ الموسيقى والغناء العربي، والتركيز على مجموعات موسيقية بارزة،يسعى العرض إلى تعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الأجيال الجديدة، عبر توفير منصة تبرز التحولات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها مصر في مختلف الأزمنة،إن الخروج عن إطار الإجازة ليجمع بين الاستعراض الفني والدراما يساهم في تجسيد التجربة الموسيقية بوصفها مكونًا رئيسًا لهوية المجتمع،تعتبر هذه المبادرة تجسيدًا للتأثير العميق الذي تلعبه الموسيقى في تشكيل الذاكرة الثقافية.
سيكون لتكريم أحمد الحجار خلال الأمسية دور في تسليط الضوء على إرثه الفني، الذي يظل قائمًا في قلوب وعقول محبيه،تأتي هذه المناسبة لتعكس مدى الاحترام والتقدير لانجازات الراحل، مما يساهم في تأصيل غنائه كجزء لا يتجزأ من التراث الموسيقي العربي،بهذه الطقوس الفنية، يستمر التاريخ في المزيد من البدايات الجديدة التي تعيد إلى الأذهان معاني الفروسية والإبداع.