تحررت من اختلال الأنية بإتقان فن التجاهل!
تعتبر الأمراض النفسية من أكثر القضايا تعقيدًا في العصر الحديث،يتمحور موضوعنا حول مرض اختلال الآنية، الذي يتميز بشعور الانفصال عن الواقع والمشاعر، مما يؤثر سلبًا على جودة حياة الفرد،هذا المرض قد يصيب الأشخاص فجأة وبطرق مختلفة، مما يجعل فهمه ومعالجته أمرًا بالغ الأهمية،في هذا المقال، سوف نستعرض تجارب شخصية وأدوات علاجية متعددة ساهمت في تجاوز هذه الحالة النفسية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أسبابها وأعراضها وكيفية التعامل معها بشكل إيجابي.
شفيت من اختلال الآنية بالتجاهل
مرت عليّ لحظات صعبة عند إصابتي بمرض اختلال الآنية،كنت أشعر بشعور غريب، كما لو كنت خارج جسدي، مما جعلني أشعر بالانفصال عن ذاتي،بالإضافة إلى ذلك، كنت أعاني من اضطرابات عقلية تتسبب لي في التشوش الذهني والشعوري، وأصبحت لا أستطيع التركيز أو التفكير بشكل منطقي،وجدت نفسي محاصَرًا دون أي وسيلة للخروج من هذه الحالة، وقد بدا لي أنني في دوامة لا أستطيع الإفلات منها.
في خضم تلك المعاناة، نصحتني إحدى صديقاتي بتجاهل المشاعر السلبية وعدم التركيز على الأعراض التي أواجهها،رغم أن تجاهل المرض لم يكن يبدو كحل، إلا أنني أعجبت بفكرة أنني قد أستطيع تحسين حالتي من خلال تجنب التفكير الدائم في مشاعري المتدنية.
مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا في حالتي النفسية،وبالفعل، فإن التجاهل ساعدني في التغلب على اختلال الآنية دون الحاجة للجوء إلى العلاج النفسي المكثف، الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً،أنا اليوم أشعر بالتحرر من هذا المرض، إذ أنتي شفيت من اختلال الآنية بالتجاهل، والذي قد يكون طريقيتي الفريدة في التعافي.
علاج الآنية بالتجاهل
من خلال تجربتي الشخصية، تعلمت أنه رغم أن التخطي عبر التجاهل كان فعالًا بالنسبة لي، إلا أن هناك طرق علاجية متعددة يمكن أن تكون مفيدة في التعامل مع مرض الآنية،اكتشفت أن أساليب العلاج السلوكي المعرفي تمثل حلاً فعّالًا، والذي يبدو أنه يمكن أن يكون ذا أثر قوي على المصابين بهذا المرض،وهنا سأستعرض بعض هذه الأساليب العلاجية.
1- العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الأساليب فعالية،يتمحور حول تغيير الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية التي تؤثر على صحة الفرد النفسية،يتضمن هذا العلاج مساعدة المريض على التعرف على الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية، مما يساعد في تحقيق الهدوء النفسي.
تدريب المريض على التركيز على الواقع الحاضر هو جزء من هذا العلاج،على سبيل المثال، يُنصح المريض بأن يمسك مكعب ثلج ليشعر بالبرودة أو يستمع لموسيقى بأصواتٍ واضحة لتعزيز إدراكه للواقع من حوله،هذه الإستراتيجيات تهدف لرسم الحدود بين التجارب المُخيفة والمُعطلة وبين الحياة الطبيعية.
2- العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي عنصرًا حيويًا في معالجة اختلال الآنية،فاستيعاب المريض لآلامه ومشاعره بشكل دقيق ومناسب يعد خطوة مهمة للتعافي،ويساهم المعالج النفسي في استكشاف المحفزات المسببة للأعراض، مما يساعد على فهم الأبعاد النفسية للداء.
3- استخدام حركات العين
يستخدم الطب النفسي أيضًا حركات العين كوسيلة للتحكم في الأعراض،تتضمن هذه التقنية تحريك عيني المريض وفق نمط معين، وقد أظهرت نتائج مشجعة،تعتبر هذه الطريقة فعالة جدًا في تخفيف الأعراض السلبية الخاصة بأمراض الانفصال مثل اختلال الآنية.
4- علاج السلوك الجدلي
يعتبر العلاج السلوكي الجدلي مناسبة أيضًا للمصابين بهذا المرض،فهو يركز على التعامل مع المشاعر السلبية الناتجة عن صدمات نفسية سابقة، حيث يتعلم المريض كيفية السيطرة على هذه المشاعر وتوجيهها بشكل إيجابي،يهدف العلاج إلى تحسين مهارات التعامل مع المشاعر المتضاربة والاختلال في الإدراك.
5- العلاج بالدواء
يتضمن استخدام الأدوية كجزء من العلاج الشامل لتعزيز إدراك واستقرار الحالة النفسية،تهدف هذه الأدوية إلى تقليل مشاعر القلق والاكتئاب، مما تساهم في العلاج النفسي بشكل عام،يمكن أن تكون الأدوية جزءًا أساسيًا، خاصة في الحالات التي تشتد فيها الأعراض ويكون المريض بحاجة إلى دعم إضافي.
6- العلاج بالتنويم المغناطيسي
العلاج بالتنويم المغناطيسي يعد من الطرق الفريدة التي يمكن أن تساعد في استعادة التركيز والهدوء الذهني،الحالة تهدف إلى استعادة توازن السيطرة الذهنية، مما يسمح بإبراز الأفكار والذكريات التي يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية،كما تساهم في تخفيف من توتر الأفكار السلبية.
7- وسائل علاجية أخرى
هناك وسائل علاجية أخرى تتضمن الاستخدام الموسيقي، ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الكتابة أو الرسم لتعزيز الصحة النفسية،بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يُعلم أفراد الأسرة والمقربين عن طبيعة المرض وكيفية التعامل معه، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المريض.
أعراض مرض اختلال الآنية
بعد تجربتي الشخصية مع مرض اختلال الآنية، نصحني الأطباء بالانتباه للعقبات المحتملة والتعرف على الأعراض التي قد تعيق الحياة اليومية،تنقسم الأعراض إلى نوعين رئيسيين، وهي أعراض تبدد الشخصية وأعراض الغربة الواقعية.
أولًا أعراض تبدد الشخصية
- الإحساس بالخروج من الجسد، كأنني أشاهد نفسي من بعيد.
- الشعور بعدم السيطرة على الذات، كما لو أنني شخص غرباء عن نفسي.
- الحالة العمقية من الخمول والتشوش العقلي، مما يعيق أداء الأنشطة اليومية.
- العجز عن التحكم في الأفعال والأقوال بشكل مألوف.
- الشعور بوجود انحدار حسي أو فقدان في حجم الجسم.
- الحاجة المزمنة للشعور بالعاطفة والانتماء.
ثانيًا أعراض الغربة الواقعية
- صعوبة إدراك المحيط الخارجي، مما يؤدي إلى شعور الضبابية العامة.
- الشعور بفاصل يفصل الشخص عن العالم الخارجي، مما يؤثر على التفاعل الاجتماعي.
- صعوبة تقدير المسافات الزمنية والمادية في البيئة المحيطة بي.
- الشعور بعدم القدرة على متابعة الوقت والأحداث اليومية بوضوح.
أسباب الإصابة باختلال الآنية
تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي للإصابة باختلال الآنية، مما يساعدني على التعرف عليها بشكل أكبر بعد تجربتي الشخصية،أبرز الأسباب تشمل عدم توازن النظام العصبي، والإصابة باضطرابات عقلية مثل انفصام الشخصية.
- وجود اضطرابات عقلية قد تؤدي إلى تفاقم حالة المريض.
- الإصابة باضطرابات جسدية، مثل اضطراباتالنوبات القلبية.
- نقص الاهتمام العاطفي خلال الطفولة قد يزيد من مخاطر الإصابة بهذا المرض.
- تجارب غير مريحة قد تؤدي لعدم القدرة على مواجهة المشاعر المؤلمة.
- التعرض لحوادث مؤلمة أو مواقف قاسية تتطلب معالجة نفسية.
- الضغوط النفسية الناتجة عن الأعباء الوظيفية أو الشخصية.
يجب الانتباه عند ظهور أي من هذه الأعراض الاستعداد لطلب الدعم الطبي والعلاج، إذ يعتبر تدخل الخبراء ضروريًا لحل مشاكل الصحة النفسية،من خلال تجربتي الشخصية، أستطيع أن أشهد بأن اكتشاف المرض مبكرًا يؤدي إلى فرص أكبر للتعافي،لذلك، أنصح بالتوجه إلى الأطباء المتخصصين بأسرع وقت ممكن للحصول على الدعم والعلاج المناسب.
إجمالًا، إن اختلال الآنية هو حالة نفسية تحتاج إلى فهم ودعم ومعالجة فعالة، وأنا اليوم أشعر بالتحرر والشفاء من خلال طريقي الخاص،تجربتي مع التجاهل كانت ملهمة لي وأرجو أن تكون خبرتي سببًا للمرأة والرجال الذين يعانون من هذه المشكلة.
