ما هي البيدوفيليا؟ حقائق صادمة يجب أن تعرفها!
تعتبر البيدوفيليا مشكلة خطيرة تهدد سلامة الأطفال والمجتمع بشكل عام،في هذا المقال، سنستكشف جميع جوانب هذه الظاهرة، بدءًا من تعريفها وأعراضها، وصولاً إلى أسبابها والأمراض النفسية المرتبطة بها،يمكن أن يساهم فهمنا العميق للبيدوفيليا في تقديم المزيد من الوعي والتثقيف، مما يساعد على حماية الأطفال والمجتمع،لذلك، من المهم أن نعرف كيف يمكن لأفراد المجتمع المساهمة في القضاء على هذا الاضطراب المقلق وإعادة تأهيل المصابين بشكل إنساني.
ما هي البيدوفيليا Pedophilia
البيدوفيليا مصطلح يعبر عن اضطراب يتعلق بحب الأطفال، حيث تأتي كلمة “بيدو” من اليونانية وتعني الطفل، بينما تعني “فيليا” الحب،لذلك، تعني البيدوفيليا في المجمل “حب الطفل”، ويشير المصطلح الطبي إلى اضطراب عشق الطفل، والذي يعد من ضمن الانحرافات الجنسية،يعتبر هذا الاضطراب من أكثر التحولات النفسية التي تعاني منها بعض الأفراد، إذ ينطوي على تخيلات وأفعال تعكس رغباتهم نحو الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشر عامًا.
يُعَرَّف أيضًا البيدوفيليا بأنها توجّه جنسي غير سوي، وهو عادة ما يتمثل في مشاعر رغبة جنسية تجاه الأطفال،ومن بين المصطلحات ذات الصلة، نجد اختلافًا بين “متحرش الأطفال”، الذين يرتكبون اعتداءات فعلية، و”مشتهي الأطفال”، والذين تبقى فعاليتهم محصورة ضمن تخيلاتهم.
السمة الأساسية لمريض البيدوفيليا
تعتبر السمة الأساس لمريض البيدوفيليا هي الانجذاب والإثارة الجنسية التي يشعر بها تجاه الأطفال دون الثلاثة عشر عامًا،يشترط أيضًا أن لا يقل عمر المصاب عن الثمانية عشر عامًا ليتم تصنيفه كحالة بيدوفيليا،لهذا، يمكن القول إن مريض البيدوفيليا يتميز بأنه لا يشعر بالإثارة الجنسية تجاه الأفراد من نفس سنه أو الجنس الآخر، بل تكون مشاعره محصورة في الاطفال فقط.
الأمراض المصاحبة للبيدوفيليا
غالبًا ما تصاحب البيدوفيليا مجموعة من الاضطرابات النفسية الأخرى،هناك ارتباط وثيق بين هذا الاضطراب وبين العديد من المشكلات النفسية مثل الاضطرابات المزاجية، واضطرابات الهلع،كما يُشير البحث إلى أن مقربي نسبة عالية من المرضى قد يلجأون لتعاطي المخدرات أو يعانون من هوس السرقة،يُعاني حوالي 70% من مصابي البيدوفيليا من رغبة في التعري، وهي تصرفات تُعتبر ضمن السلوكيات المترابطة مع هذا الاضطراب.
- تعاطي المخدرات بصفة متكررة.
- الهوس الدائم بالسرقة.
- شعور بالرغبة في التعري.
- وجود اضطرابات شخصية معادية للمجتمع.
- وكذلك الوسواس القهري.
إلى جانب ما سبق، يُعاني المرضى أيضًا من اضطرابات معرفية مثل الإنكار أو التجاهل، والتي تمثل العقبات الرئيسية في العلاج.
أسباب البيدوفيليا
تظل أسباب الإصابة بالبيدوفيليا غير محددة بدقة، حيث لم تكتشف أسباب بيولوجية أو هرمونية تؤدي إلى هذا الاضطراب،لكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا محوريًا، أبرزها
- خلل جيني، حيث قد تظهر أنماط غير طبيعية من النشاط الدماغي لدى بعض المصابين.
ومع ذلك، يبقى الربط بين الجينات والبيدوفيليا ضعيفًا جدًا،بعض الأطباء يشيرون إلى أن العوامل النفسية والسلوكية، مثل التجارب المبكرة في الطفولة أو التعرض للتحرش، قد تحول دون تشكيل شخصيات سليمة بعد البلوغ،لذا تلعب التجارب السلبية التي تتعرض لها الطفولة دورًا مهمًا في تعزيز هذا السلوك المنحرف.
- التجارب المبكرة التي تتعرض لها الأطفال نتيجة العوامل الاجتماعية.
- التجارب السلبية وخاصةً التحركات المبكرة عن طريق التحرش والاستغلال.
- الحرمان من التواصل الاجتماعي أو الحرمان الجنسي قد يؤدي إلى تطور مشاعر البيدوفيليا.
أعراض البيدوفيليا
تظهر أعراض البيدوفيليا من خلال مجموعة من السلوكيات والتصرفات الفريدة التي تميز المصابين عن غيرهم،وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، تشمل أعراض البيدوفيليا
- التخيلات الجنسية العميقة للأطفال الذين هم دون سن الثالثة عشر.
- سلوكيات غريبة تعكس تلك الرغبات الجنسية.
- الحالة المزاجية المتقلّبة، مما يؤدي إلى شعور عام بالحزن والقلق.
البيدوفيليا بين المرض العقلي والنفسي أو الميول الجنسية
هذه المفاهيم قد أثارت جدلًا كبيرًا بين الأطباء وعلماء النفس،هناك من يعتبر البيدوفيليا مرضًا عقليًا وديدنًا يتمثل في رغبات منحرفة، بينما تعتبر فئة أخرى أنها ميول جنسية غير مغرضة،في حال تفعيل هذه الرغبات، فإن القانون يفرض عقوبات صارمة على مرتكبيها،لكن في المقابل، هناك من يدعم فكرة عدم اعتداء البيدوفيليين على الأطفال، معتبرين أن الممارسة السلبية هي المشكلة الأكبر.
الاختلافات في وجهات النظر هذه تعكس تعقيد الحالة الإنسانية والمشاعرة التي ينتجها هذا الاضطراب.
- مستوى الذكاء لدى البيدوفيليين عادة ما يكون أقل من أقرانهم بحوالي عشرة نقاط.
- تشترك الخصائص الجسدية بشكل عام، حيث يفضل الكثير منهم استخدام اليد اليسرى.
- نتائج دراسات الدماغ تشير إلى وجود انخفاض في المادة الرمادية.
دراسة علمية حول البيدوفيليين
قام الدكتور يورجه بونستي بدراسة في جامعة كريستيان ألبريشت وركزت على مقارنة النشاط الدماغي بين 24 مريضًا بيدوفيليا و32 شخصًا طبيعيًا،أظهرت النتائج أن المرضى أبدوا استجابة أكبر لمثيرات الأطفال مقارنة بالبالغين.
نسبة البيدوفيليا بين الرجال والنساء
تشير الإحصائيات إلى أن البيدوفيليا أكثر شيوعًا بين الرجال بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5% مقارنة بالنساء،رغم ذلك، تم تسجيل حالات قليلة من البيدوفيليا بين النساء.
بيدوفيليا النساء
على الرغم من أن نسبة القضايا ترجع للرجال، فإن النساء قد يعانين أيضًا من السلوكيات المنحرفة، مما يؤثر على الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الممارسات.
علاج البيدوفيليا
يعتبر علاج البيدوفيليا من الأمور المعقدة، حيث يشمل العلاج النفسي والسلوكي بالإضافة إلى العلاج الدوائي،العلاج السلوكي يستهدف مساعدة المريض في التحكم في رغباته،بعض العلاجات تشمل ربط الأفكار السلبية بالتجارب المؤلمة، لكن نتائجها على المدى الطويل ما زالت غير مثبتة.
أولًا العلاج النفسي أو السلوكي للبيدوفيليا
يعتمد هذا النوع من العلاج على تمكين المرضى من فهم مشاعرهم،ولأن الانتكاسات شائعة، فإن التحفيز على تعديلات سلوكية دائمة أمر مشابه.
ثانيًا العلاج الدوائي للبيدوفيليا
ويعمل العلاج باستخدام الأدوية على تقليل الحاجة الجنسية عبر تثبيط هرمون التستوستيرون،غالبًا ما يكون العلاج مزيجًا من الأسلوبين لتحقيق فعالية أكبر.
كيفية حماية الأطفال من البيدوفيليا
حماية الأطفال من البيدوفيليا هي مسؤولية جماعية،يجب توعية الأطفال بمخاطر التحرش وتعزيز التربية السليمة،التعليم والإرشاد يلعبان أدوارًا مهمة في تعزيز معارف الأطفال حول سلامتهم،التربية القائمة على القيم الدينية والاجتماعية يمكن أن تساعد في تشكيل عقول سليمة وتقوية اتصالات سليمة بين الأطفال والبالغين.
من خلال فهم طبيعة البيدوفيليا بشكل شامل، يمكن للمجتمع العمل معًا على تطوير الآليات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة ومكافحتها،إن تعزيز الوعي والرعاية الجيدة للأطفال يساهم في بناء مجتمع آمن للأطفال وتوفير بيئة تربوية صحية،لذا، ترتكز التغذية السليمة للطفل على التربية ومراقبة الأنماط السلوكية التي قد تؤدي إلى الأذى.