كان فرعون يقتل من بني إسرائيل: قصة قسوة لا تُصدق وأثرها على الإنسانية

تعتبر قصة فرعون من أكثر الحكايات شهرة وتحذير تاريخي في الديانات السماوية،تجسد هذه القصة العديد من الدروس والعبر، حيث تتناول موضوعات مختلفة تشمل الطغيان والظلم، ونتائج الفعل الإنساني،يرتبط اسم فرعون بقصة سيدنا موسى في التقاليد الدينية، حيث تروي الأحداث كيف قام فرعون بإيذاء بني إسرائيل نتيجة لرؤية رآها في منامه،نستعرض في هذا المقال تفاصيل تلك الأحداث وكيف أثرت على مسيرة بني إسرائيل، وأبرز الشخصيات المرتبطة بالقصة.

كان فرعون يقتل من بني إسرائيل

فرعون، وهو اللقب الذي استخدم للإشارة إلى ملوك مصر القديمة، أدرك من خلال رؤياه أنها تشير إلى خطر يتهدد حكمه،ففي زمن سيدنا موسى، أصبح معروفًا بأنه كان يقوم بقتل الأطفال الذكور من بني إسرائيل،تحكي القصة أنه بينما كان فرعون في حالة من الهلع بسبب الرؤية التي رآها في منامه، والتي تنبأت بنشوء خطر على حكمه من بني إسرائيل، كان قلقًا بشأن ولادة صبي قد يسبب له الهلاك،ورغم أن تفاصيل تلك الرؤية كانت ضبابية، إلا أن هذا لم يمنع فرعون من اتخاذ قرار قاسي بقتل جميع الأطفال الذكور.

تعددت التفسيرات حول تلك الرؤية التي رآها فرعون، حيث تصور الكهنة أن ولدًا من بني إسرائيل سيظهر ويؤدي إلى تغيير ديني للناس حولهم،لم يكن أمام فرعون خيار سوى اتباع نصيحة كهنته، ولم يدرك تبعات هذا القرار الجائر،بتكرار هذه الأفعال، أضفى على نفسه صفة الظالم والمستبد، مما جعله عدوًا لبني إسرائيل.

وقد عانت السيدات من بني إسرائيل من الظلم والاضطهاد، حيث اضطُرَّت العديد منهن للإجهاض خوفًا من بطش فرعون وجنوده،كان القتل سيد الموقف، ما جعل النساء يُسقطن حملهن لتجنب القتل، مما وضعهم في وضع مؤلم وصعب.

وفي القرآن الكريم، ورد ذكر فرعون وأفعاله الظالمة، حيث قال الله تعالى (وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ) [سورة البقرة: الآية 6]،تظهر الآية إلى كيفية استغلال فرعون سلطته لأغراض قاسية وغير إنسانية، حيث كان يقتل الذكور ويستعبد الإناث لاستغلالهم في أعماله.

فرعون سيدنا موسى

يمتد نقاش من هو فرعون الذي عاصر سيدنا موسى إلى العديد من المصادر التاريخية،يربط بعض المؤرخين بين فرعون ومصر القديمة برمسيس الثاني، نظرًا لكونه أشهر الفراعنة في تلك الفترة، بينما يُنظر إلى آخرين كمرنبتاح، ابن رمسيس الثاني،وعادة ما يستند المؤرخون إلى سرديّاتي الكتب المقدسة لفهم هذه الواقعة،بناءً على الوثائق التاريخية، يُعتقد أن رمسيس الثاني هو من أسس عرش السلالة الحاكمة في تلك الحقبة، ولكن يتبقى مراعاة الروايات المختلفة التي قد لا تأخذ الجانب الموثوق به في الاعتبار.

ومع ذلك، يعتبر موريس بوكاي أحد أبرز المدافعين عن فكرة أن فرعون موسى هو مرنبتاح، حيث ذكر أن هذه الشخصية يمكن أن تكون قد ساهمت في الاضطهاد ضد بني إسرائيل،يظل موضوع هوية فرعون مفتوحًا للنقاش بين المؤرخين، لكن كل هذه الروايات تثري فهمنا للأحداث التي وقعت حول سيدنا موسى وفراعنة مصر.

ولادة الغلام الذي رآه فرعون في المنام

تميزت السيدة التي وضعت ابنها هارون بامتلاكها إيمانًا قويًا، ولم تتعرض ابنها للأذى،ومع ولادة سيدنا موسى، ارتفعت درجة الخوف لدى الأم، نظرًا لاحتمالية إجباره على مواجهة جنود فرعون،هنا، ينزل الله تعالى الطمأنينة في قلب هذه الأم، حيث أوحى إليها بأن تضع ابنها في تابوت خشبي وترميه في النهر،وهكذا، وجدت الأم نفسها في حالة من الحيرة بين حبها لخلاص ابنها وإيمانها بمساعدة الله.

عندما انطلق التابوت في النهر، قادته الأقدار إلى ضفاف بيت فرعون، حيث اكتشفته آسيا، زوجة فرعون،وعندما رأت الطفل الجميل، أُصيب قلبها بحُب كبير له، مما جعلها تتدخل في الأمر،وهذا هو التحول الدرامي في القصة، حيث قاد حب آسيا لموسى إلى إنقاذه رغم محاولات فرعون قتله.

عذاب وهلاك قوم فرعون

مع استمرارية القمع والاضطهاد لبني إسرائيل، كان هناك تحذير من الله لفرعون،حينما أرسل الله جنسه بعذاب مستمر، كان عبارة عن آيات متنوعة من العذاب مثل القمل والضفادع،كلما كانت هذه الآلام تتزايد، كان فرعون يتوسل إلى سيدنا موسى ليطلب رفع العذاب،لكن سرعان ما عاد فرعون إلى عهده، مما أسفر عن استمرارية العذاب.

مع مرور الأيام، قرر سيدنا موسى مع جماعته الهروب من مصر، واستغاث بهم ليتحرروا من قيود فرعون،لكن جنود فرعون كانوا في أعقابهم،وصلت الأوضاع إلى ذروتها حينما وقعت الأحداث أمام البحر، حيث اعتبروا أن النهاية اقتربت،لكن الله تعالى أوحى لموسى أن يستخدم عصاه ليفلق البحر.

عبر موسى وقومه البحر بأمان، لكنها كانت نهاية مأساوية لجنود فرعون،حيث أغلق البحر عليهم، مما أدى إلى هلاكهم جميعًا،تشكل هذه النهاية المأساوية جزءًا من العبرة الكبيرة التي تحكيها قصة فرعون، والذي تمثل فيه معنى الطغيان والتكبر؛ ليظهر كيف ينقلب الأمر على صاحبه في نهاية المطاف.

تظل قصة فرعون بمثابة تحذير للأجيال القادمة حول عواقب الظلم والطغيان، وتبقى مستمرة في التأثير على القلوب والعقول،تتجلى العبر والدروس المستفادة من هذه الأحداث في كل زمان ومكان، مما يجعلها واحدة من القصص الخالدة في تاريخ البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *