زلازل متتالية في إثيوبيا نتيجة سد النهضة.. “النهضة” كانت الهدف، لكن السماء لها خطط أخرى!
شهدت إثيوبيا في الآونة الأخيرة ظاهرة زلزالية غير مسبوقة، حيث تعرّضت لـ130 زلزالًا في غضون أسبوعين، وهو ما أثار قلق المواطنين والخبراء على حد سواء،يُعزى هؤلاء الزلازل إلى آثار سد النهضة، الذي بُني على نهر النيل، ونُظر إليه كسبيل لتنمية إثيوبيا، ولكنه أصبح مصدر قلق متزايد للبلاد والجوار،في هذا البحث، سنتناول تفاصيل الزلازل وأسباب حدوثها، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات سد النهضة على البيئة والمجتمع في إثيوبيا، وأبعاد هذه المسألة على المستوى الإقليمي.
زلازل في إثيوبيا بسبب سد النهضة
في تصريحات مهمة، أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الزلازل التي تشهدها إثيوبيا قد تصاعدت بشكل ملحوظ بعد بدء العمل في بناء سد النهضة،فقد عانت البلاد من هزات أرضية متكررة تؤكد تحويل المنطقة إلى “قنبلة زلزالية”، إذ لم تشهد إثيوبيا مثل هذا النشاط الزلزالي منذ ما يقرب من عشر سنوات،تتزايد المخاوف من أن هذه الزلازل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على السكان، وخاصة في المناطق القريبة من السد.
تفاصيل الزلازل في إثيوبيا
إن العدد الكبير من الزلازل التي ضربت المنطقة قد لفت الأنظار، حيث اعتُبرت الإثيوبية منطقة زلزالية نتيجة لنشاط الصفائح التكتونية،إلا أن هذه الهزات في فترة قصيرة، والتي بلغت 130 زلزالًا خلال أسبوعين، تثير قلق الجميع، فبالإضافة إلى ذلك، تمتلك إثيوبيا 59 بركانًا، وتخشى السلطات من أن يؤدي النشاط الزلزالي إلى تنشيط هذه البراكين،إن المخاوف تتعلق بإمكانية حدوث تشققات أرضية وخروج الحمم البركانية، مما قد يمثل تهديدًا إضافيًا للسكّان والبيئة.
سد النهضة
يُعتبر سد النهضة نقطة جدل رئيسية بين مصر وإثيوبيا، فقد كان مصدر قلق للشعب المصري بسبب تداعياته المحتملة على حصة مياه النيل،وعلى الرغم من أن السد كان يُعتبر أداة لتحقيق التنمية بالنسبة لإثيوبيا، إلا أن الأزمات الزلزالية الحالية تلقي بظلالها على فوائد هذا المشروع،يتجاوز الأمر الوضع الطبيعي، مما يتطلب دراسة شاملة وموضوعية للتأثيرات السلبية والإيجابية للسد على البيئة المحيطة به، والتأكد من ذلك لتجنب حدوث كوارث بيئية أو إنسانية مستقبلية.
في الختام، ينبغي أن يُعتبر النشاط الزلزالي المتزايد في إثيوبيا بمثابة إنذار للأطراف المعنية لإعادة النظر في آثار سد النهضة،إن التحديات البيئية والجيولوجية التي تواجه البلاد تتطلب استجابة سريعة وفعالة من الحكومة والمجتمع الدولي،يتعين على جميع الدول اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة وتلافي المخاطر الناتجة عن التغيرات الجيولوجية، في سعي لتحقيق التنمية المستدامة والفاعلة لكل من إثيوبيا وجيرانها.