حكم زيارة القبور في العيد: أهمية الاحترام والتواصل الروحي مع الأ departed
تُعتبر زيارة القبور من العادات الثقافية والدينية المهمة التي تحمل معانٍ روحية عميقة،يتعامل الناس مع هذه الزيارة بروح من الحُزن والتأمل، حيث يتذكرون موتاهم ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة،كما أن لهذه الزيارة أحكامًا فقهية تختلف وتتشابك حسب الظروف والزمن، مما يجعلها موضوعًا يثير العديد من النقاشات بين العلماء والفقهاء،من بين الأمور التي تطرح، زيارة القبور خلال الأعياد، فلماذا هذا الموضوع تحديداً يستدعي اهتمام العلماء والباحثين
حكم زيارة القبور في العيد
تعد أيام العيد وقت فرح وسرور، حيث تشدد التعاليم الإسلامية على أهمية إظهار البهجة، وعلى الرغم من ذلك، لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور خلالها، بل أشار إلى ضرورة أن يتم ذلك وفق ضوابط شرعية تضمن عدم تجاوز الحدود،زيارة القبور، بصفة عامة، مستحبة لجميع الأوقات، خصوصًا للعظة والدعاء للميت،لذلك، تجد الفقهاء يحذّرون من الخروج عن هذه الضوابط أثناء الزيارة.
آراء العلماء حول زيارة القبور في العيد
- المذهب المالكي يؤكد الشيخ عليش المالكي في كتابه منح الجليل على عدم وجوب تخصيص يوم محدد للزيارة، إلا أنه يفضل القيام بها يوم الجمعة تقديرًا لفضله وما يحمله من بركة.
- المذهب الشافعي يشير الشيخ البجيرمي في تحفة الحبيب إلى أن زيارة القبور تُستحب في يوم الجمعة، وخصوصًا بعد عصر يوم الخميس، لأن روح المؤمن تتعلق بقبره أقوى في هذا الوقت.
- المذهب الحنبلي يذكر الإمام البهوتي في كشاف القناع أن زيارة القبور تعتبر الأفضل في يوم الجمعة، على وجه الخصوص، قبل طلوع الشمس.
رأي المجلس الإسلامي للإفتاء
يُفضل المجلس الإسلامي للإفتاء عدم تخصيص زيارة القبور خلال أيام الأعياد لدرء الفهم الخاطئ الذي قد يتشكل حول وجود ميزة خاصة لهذا اليوم،كما يُشدد على أهمية التعبير عن الفرح والسرور في العيد، بدلاً من تجديد الأحزان،يجب أن تُمارس الزيارة أيضًا دون أي مظاهر من البكاء أو النواح، مع الالتزام بالطريقة الصحيحة والمقبولة شرعًا.
حكم زيارة المقابر بشكل عام
تعتبر زيارة القبور مستحبة بوجه عام، كما أكد مجمع البحوث الإسلامية، وذلك من أجل الاعتبار والعبرة وللدعاء للمتوفى،يُستدل على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكر بالآخرة.” (رواه الترمذي)،هذا الحديث يؤكد أهمية الزيارة في تعزيز الوعي بالآخرة.
أفضل الأوقات لزيارة المقابر
تتعدد الآراء حول أفضل وقت لزيارة القبور، وينقسم الفقهاء في هذا السياق
- المذهب الحنفي يرى أن أفضل فترة للزيارة هي يوم الجمعة، أو اليوم الذي يسبقه أو يتلوه.
- المذهب المالكي يجمع أيضًا في تفضيل يوم الجمعة، مع تشديد على فترة ما بين عصر يوم الخميس وطلوع شمس يوم السبت.
- المذهب الشافعي يتفق مع المذاهب الأخرى على تفضيل زيارة القبور من عصر يوم الخميس إلى شروق الشمس يوم السبت.
- المذهب الحنبلي يرى أن الأفضلية تكون بعد فجر يوم الجمعة وحتى قبل شروق الشمس.
هل يشعر المتوفى بمن يزور قبره
يبين مجمع البحوث الإسلامية أن أرواح الموتى تظل حية في عالم البرزخ، ولها القدرة على السمع والرؤية، وترتبط بأرواح أخرى،يعتقد أهل السنة، كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد، أن أرواح الموتى تقترب من قبورها خاصة في يوم الجمعة وتكون قادرة على التعرف على الزوار في هذا اليوم المميز.
خلاصة الموضوع في 5 نقاط
- زيارة القبور بوجه عام مستحبة للفائدة الدعائية والعبر.
- عدم تخصيص أيام معينة للزيارة خاصةً في الأعياد، لتفادي أي اعتقادات خاطئة.
- الزيارة في العيد ليست ممنوعة ولكنها تتطلب الالتزام بضوابط معينة.
- أفضل وقت للزيارة هو يوم الجمعة أو اليوم الذي يسبقه أو يتلوه.
- أرواح الموتى تشعر بمن يزورهم خصوصًا في يوم الجمعة حسب عقيدة أهل السنة.
نعتبر أننا في موقع “” نحرص على تقديم المعلومات الدقيقة والمفيدة لقرائنا، ونأمل أن يكون هذا المقال قد وضح لكم الجوانب الشرعية المتعلقة بزيارة القبور في العيد وفي غيره من الأوقات، مع تسليط الضوء على أهمية احترام الأدب المطلوب في مثل هذه الزيارات بناءً على تعاليم السنة النبوية.