الأب الروحي يحذر: الذكاء الاصطناعي قد يُنهي البشرية في غضون 30 عاماً!
تعد التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي موضوعًا مثيرًا للجدل والنقاشات في الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية،حيث حذر العديد من الخبراء، ومن بينهم عالم الكمبيوتر البريطاني الكندي، جيفري هينتون، المعروف بلقب “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، من مخاطر هذه التقنية على البشرية،لقد أطلق هينتون تنبيهات حول احتمالية القضاء على البشر بسبب الذكاء الاصطناعي خلال العقود القادمة،وهذا ما يستدعي دراسة عميقة وجادة لفهم المخاطر والفرص المصاحبة لاستخدام هذه التقنيات المتقدمة.
جيفري هينتون ووجهة نظره حول الذكاء الاصطناعي
وفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان، فإن جيفري هينتون، الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عن جهوده في الذكاء الاصطناعي في عام 2025، أشار إلى أن هناك احتمالية قد تبلغ نحو “10 إلى 20%” لانقراض البشرية نتيجة للذكاء الاصطناعي في العقود الثلاثة القادمة،وتحت هذا الظل، هو ينبه إلى أن التقدم السريع في التقنية يتفوق على توقعاتنا بكثير،وفي إجاباته على الأسئلة حول هذا الموضوع، أقر هينتون بأن استمرارية تصاعد المخاطر تشير إلى ضرورة وجود تحذيرات أكبر حول الاستخدام غير المقيد للذكاء الاصطناعي.
التعقيدات في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشر
عند مناقشة العلاقة بين البشر والأنظمة الذكية، أشار هينتون إلى أن عدد قليل من الأمثلة التاريخية تُظهر كائنات أكثر ذكاءً تتحكم بها كائنات أقل ذكاءً،اعتبر أن المثال الوحيد الذي يمكن أن يتبادر إلى الذهن هو العلاقة بين الأم وطفلها، موضحًا أن التطور قد مَكن الطفل من التحكم في الأم في مراحل معينة من التطور،وقال “إذا تخيلت نفسك مع طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، سيكون البشر مثل الأطفال في هذه الحالة حينما يتعلق الأمر بعلاقة الذكاء مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.”
هينتون وقراره بالاستقالة من جوجل
في خطوة جريئة، قدم هينتون استقالته من منصبه في جوجل ليتمكن من تقديم آرائه بصراحة أكبر حول المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل غير محدود،وقد أبدى قلقه من إمكانية استغلال هذه التقنية من قبل جهات سيئة لأغراض ضارة، مما يظهر أهمية معالجة القضايا الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
قطع المسافات نحو المستقبل
عند التفكير في مستقبل الذكاء الاصطناعي، أشار هينتون إلى أنه لم يكن يتوقع حدوث التغيرات التي نشهدها اليوم خلال مرحلة انطلاقه في هذا المجال،ولكن وفقًا لأبحاثه وتجربته، فمن المؤكد أن التطورات ستستمر في المضي قدمًا إلى مستويات أعلى، مما يجعل من الضروري وجود حوار مستمر حول كيفية إدارة هذه التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول.
في ختام الحديث حول مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي، يصبح من الواضح أن المجتمعات بحاجة إلى تكثيف جهودها في دراسة هذه التقنية وفهم عواقب استخدامها،يجب أن يتم هذا من خلال التعاون المستمر بين العلماء، والمطورين، وصانعي السياسات،إذ يحتاج العالم إلى إطار آمن لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، لضمان عدم استخدامه في الإضرار بالبشرية ودفع عجلة التطور الإيجابي،وعليه، فإن الحوار والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية سيكون العامل الأساسي في تشكيل مستقبل آمن ومشرق للجميع.