اكتشف العدد المذهل لأحاديث الرسول الكريم وتأثيرها العميق على حياتنا اليومية
تُعتَبَر الأحاديث النبوية الشريفة من المصادر الأساسية للتشريع في الإسلام، حيث تأتي كمصدر ثانٍ بعد القرآن الكريم،فهي توضح الكثير من الأحكام الشرعية التي تحتاج إلى توضيح،لذلك، يتوجب علينا أن نبحث في تفاصيل هذه الأحاديث، ساعين لفهم عددها وأهميتها وكيفية تصنيفها في الإسلام،ومن ثم، سنتناول المعلومات المتعددة المرتبطة بها، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.
كم عدد أحاديث الرسول
- تزيد الأحاديث النبوية عن المائة ألف حديث بكثير، بما لا يمكن حصره على وجه الدقة؛ وذلك لاعتمادها على أنواع متعددة واختلاف العلماء بخصوصها، حيث قد يرى أحدهم أن هذا الحديث صحيح بينما يراه آخر حسناً.
- تشمل الأحاديث النبوية الصحيحة، الحسن، الضعيف، والمكذوب.
- وقد اتفق العلماء على أن هناك ستة كتب تُعتبر من الأصول، وهي صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وأبو داود، وابن ماجة، رحمهم الله تعالى جميعاً.
- هذه الكتب تحتوي على ما يزيد عن ثلاثين ألف حديث.
- وباستثناء الأحاديث المكررة، يصل عدد الأحاديث الصحيحة إلى حوالي ستة آلاف حديث.
- يتضمن هذا العدد ألفين ونصف من الأحاديث المتفق عليها.
- وتمكنت من جمع ستمائة حديث في صحيح البخاري، والذي اختاره المؤلف من بين ستمائة ألف حديث كان يحفظها، مُكرّساً ستة عشر عاماً لتدوين عمله المميز المعروف باسم “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”، والذي يعرف بحق بـ”صحيح البخاري”.
- أما صحيح مسلم، فهو يحتوي على ألف حديث.
المقصود بالأحاديث وأهميتها
- يمكن تقسيم الوحي في الإسلام إلى قسمين قسم متلو وهو القرآن الكريم، وقسم غير متلو وهو الحديث النبوي والحديث القدسي.
الحديث النبوي
- يتضمن الحديث النبوي كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال، أفعال، تقارير (حتى بالسكوت عن أمر ما)، أو صفات.
- تُعتبر السنة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي”.
- الأحاديث هي الوسيلة التي نقلت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته إلينا.
- علم الحديث يُعتبر من أشرف وأرقى العلوم لما يحمله من أهمية كبيرة في فهم مجمل القرآن الكريم، ويعتمد عليه في بناء الأحكام الشرعية.
- من خلال دراسة هذا العلم، يمكن تفادي الأخطاء في نقل ما يُنسب إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- لقد عاهد الله تعالى البشرية على حفظ كتابه العزيز القرآن الكريم، بينما لم يعهد بحفظ السنة النبوية من التحريف، لذا انكب العديد من العلماء على التدوين والتوثيق.
- أنشأ هؤلاء العلماء باباً فريداً من نوعه لا يوجد في أي ثقافة أخرى، وهو علم الرجال الذي يسعى لتقييم رواد الحديث.
الحديث القدسي
الحديث القدسي هو وحي من الله سبحانه وتعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر من أهم أشكال الوحي،يتساءل العلماء عما إذا كان الحديث القدسي يأتي بمعانيه وألفاظه من الله عز وجل، أم أن المعاني جاءت من الله والألفاظ من الرسول صلى الله عليه وسلم، وينقسم العلم حول هذا الموضوع إلى قولين
- القول الأول ينص على أن اللفظ والمعنى من عند الله عز وجل، وهذا ما أيده الإمام الزرقاني،حيث يعتبر الحديث القدسي مثل القرآن ولكن يُعفى من الشروط اللازم مراعاتها في القرآن.
- القول الثاني ينص على أن المعنى من الله واللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم،وقد رجحه الإمام ابن عثيمين مشيراً إلى أن القول الأول هو الأكثر شهرة.
تصنيف أنواع الأحاديث
اجتهد العلماء على مر العصور في تصنيف الأحاديث النبوية، مُعتمدين على أساليبهم الخاصة، ووضعت شروط وأسس عامة يتم الاتفاق عليها لتصنيفها،وفي صميم هذا التصنيف يعتمد العلماء على نوعين رئيسيين، وهما السند والمتن، وهما الأساسان اللذان يُبنى عليهما علم الحديث.
- السند، وهو يعتمد على دراسة حال الرجال المتحدثين بالحديث، للتأكد من مدى صدقهم.
- المتن، وهو مضمون الحديث نفسه، ويتطلب أن يتماشى مع المبادئ الأساسية في الإسلام وألا يتعارض مع القرآن الكريم.
تصنيف الأحاديث من حيث القبول والرد
تم تصنيف الأحاديث بناءً على مدى قبولها أو ردها، حيث ينقسم الحديث إلى أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة.
الأحاديث الصحيحة
- الحديث الصحيح لذاته وهو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل التام الضابط عن مثله من بدايته إلى نهايته بما يخلو من الشذوذ أو العلة.
- الحديث الصحيح لغيره وهو الذي تتوافر له جميع الشروط اللازمة للحديث الحسن لذاته، ومع ذلك يُدعم بتعدد طرق الرواية.
- الحديث الحسن لذاته وهو الذي ينطبق عليه شروط الحديث الصحيح لكن يعاني من بعض التحفظات في ضبط الراوي.
- الحديث الحسن لغيره وهو حديث ضعيف يغلب عليه الحسن عند تعدد رواياته.
الأحاديث الضعيفة
- الحديث الضعيف بسبب فقدان العدالة والضبط.
- الحديث الضعيف بسبب انقطاع السند.
- الحديث الضعيف بوجود الشذوذ أو العلة.
- الحديث الموضوع وهو حديث مختلق ومكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون أسوأ أنواع الحديث الضعيف.
تصنيف الأحاديث من حيث السند
تصنيف الأحاديث أيضاً يشمل اعتبار اتصال السند فيما يُعرف بالحديث المتصل والحديث المنقطع.
الحديث متصل السند
يُقسم الحديث باعتبار نقله إلينا إلى قسمين يشمل الحديث المتواتر، والذي يتمثل في الأحاديث التي تم روايتها من قبل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، بالإضافة إلى حديث الآحاد الذي يتم تضمين جميع الأحاديث غير المتواترة.
- الحديث المتواتر هو الحديث الذي اتفق الرواة عليه سواء باللفظ أو المعنى، أو لا يتفق إلا في المعنى.
- حديث الآحاد هو كل ما رواه راوٍ واحد أو أكثر -لكن لا يصل لمستوى التواتر- ويقسم إلى الغريب والعزيز والمشهور.
الأحاديث منقطعة السند
يمكن تقسيم الحديث المنقطع إلى عدة أنواع تشمل
- الحديث المرسل الذي يرفع التابعي مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث المنقطع الذي لم يتصل إسناده، سواء كان السقوط من بدايته أو وسطه أو نهايته.
- الحديث المعضل حيث يسقط راويان أو أكثر.
- الحديث المُعلَّق الذي يأخذ مصداقيته من البداية برواية واحدة أو أكثر.
تصنيف الأحاديث باعتبار قائله
بخصوص الروايات المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها تنقسم إلى
- الحديث المرفوع هو حديث يُروي عن طريق الصحابي مباشرةً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الحديث الموقوف الذي يتوقف عند الصحابي دون أن يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الحديث المسند هو الحديث الذي يوضح اتصال السند إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث المقطوع هو الدليل الذي ينسب إلى التابعي أو من دونه.
ختامًا، نستنتج من هذا العرض الشامل لموضوع الأحاديث النبوية وأهميتها ودورها في التشريع الإسلامي، وكيفية تصنيفها ومعرفة عددها، أننا قدمنا رؤية متكاملة، آملين أن تكون المعلومات قد أسهمت في الوعي حول هذا الموضوع الحيوي،فالاستناد إلى الأحاديث النبوية يعتبر أمرًا ضروريًا لفهم منهجية الإسلام بصورة أكثر وضوحًا وتفصيلًا.