أمثلة مذهلة على السنن المهجورة التي قد تغير حياتك!
إن السُنن النبوية تلعب دورًا مهمًا في حياة المسلمين، فهي ليست مجرد تقاليد، بل هي وسيلة لتعزيز الإيمان والتقرب إلى الله،في الإسلام، تُعرف السنة بأنها كل ما ورد عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من أفعال وأقوال، وتُعتبر سنة هجرها بعض المسلمين لأسباب عديدة،حيث تنقسم السُنن إلى سُنن مؤكدة وغير مؤكدة، وتبقى العديد من السُنن المهجورة التي بحاجة إلى إحياء في قلوب المسلمين،سنتناول في هذا المقال بعضًا من هذه السنن المهجورة وما يرتبط بها من أهمية.
أمثلة علي السنن المهجورة
تتعدد السُنن النبوية التي هجرها المسلمون رغم أهميتها في تحسين الإيمان و الأجر،يتمثل أحد أبرز أسباب هجر هذه السُنن في عدم الدراية بفضلها أو عدم التعرف عليها بشكل كافٍ،يمكن أن نرى أن هناك الكثير من المسلمين لم يُدركوا أهمية اتباع نهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياتهم اليومية، وهذا قد يعود لعدم الحديث عنها أو التربية حولها،ولذلك، سيكون من الضروري التعرف على تلك السُنن وإعادتها إلى الإطار الحياتي للفرد المسلم.
وتتضمن هذه السُنن أشكالًا مختلفة من التصرفات التي تهدف لتحقيق الطهارة والنقاء الروحي، وأيضًا منا قبل الصّلاة وأثناءها وبعدها، حيث يُعتبر كل فعل من هذه الأفعال خطوة نحو الإيمان والتقرب إلى الله،سنستعرض في الفقرات اللاحقة بعض من أكثر السُنن المهجورة أهمية.
أولًا سُنن الوضوء المهجورة
تتعلق العديد من السُنن النبوية المتعلقة بالوضوء، والتي قد تكون غائبة عن البعض، بأهمية الوضوء كونه شرطًا أساسيًا للصلاة،ومن بين السُنن المهجورة المتعلقة بالوضوء
1- المضمضة والاستنشاق خلال الوضوء
يستحب أن تتم المضمضة والاستنشاق باستخدام نفس الماء، وقد ورد عن عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قام بذلك.
“ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَها فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ واحِدَةٍ فَفَعَلَ ذلكَ ثَلاثًا” [رواه عبد الله بن زيد بإسنادٍ صحيح].
2- الوضوء قبل غسل الجنابة
على الرغم من أن المسلم يغتسل بعد الجنابة، فإن من السُنن الهامة هو الوضوء قبل الغسل، كما جاء عن السيدة عائشة – رضي الله عنها.
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ،ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ،ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ” [روته أم المؤمنين عائشة في صحيح مسلم].
3- ركعتين بعد الانتهاء من الوضوء
من سُنن الوضوء المهجورة هو أن يقوم المسلم بركعتين بعد إتمام الوضوء، وهذا ما قاله الرسول – صلى الله عليه وسلم
“مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [رواه عثمان بن عفان في صحيح مسلم].
4- تلاوة التشهد ونص الدعاء
ويجب أيضًا التذكير بتلاوة التشهد بعد الوضوء وقول الدعاء المذكور، والذي ورد في الأحاديث النبوية.
“ما مِن مُسلمٍ يتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوضوءَ ثمَّ يقولُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورَسولُه إلَّا فُتِحتْ لهُ ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخُلُ مِن أيِّها شاءَ” [رواه عمر بن الخطاب في صحيح ابن ماجة].
ثانيًا سُنن مهجورة في الصلاة
بعد التعرف على أمثلة السُنن المهجورة في الوضوء، نستعرض الآن السُنن المهجورة المتعلقة بالصلاة، وهي الركيزة الأساسية في الدين
1- استخدام السواك عند التقدم للصلاة
يعتبر استخدام السواك أحد السنن الهامة التي يهجرها المسلمون رغم فوائدها الصحية والروحية.
“لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتِي لأمرتُهُمْ بالسِّوَاكِ عندَ كلِّ صلاةٍ” [رواه زيد بن خالد الجهني في سنن الترمذي بإسنادٍ حسنٍ صحيح].
2- الصلاة إلى سترة
يلزم على المسلم الصلاة إلى سترة ليصون صلاته عن المرو حين الصلاة.
“إذا صلَّى أحدُكم فلْيُصلِّ إلى سُتْرةٍ، ولْيُدنِ منها، ولا يدعْ أحدًا يمرُّ بين يديْهِ؛ فإنْ جاء أحدٌ يمرُّ فلْيُقاتِلْه فإنَّه شيطانٌ” [رواه الألباني في صحيح الجامع]
3- قراءة سورتي الإخلاص والكافرون فجرًا
من السنن المهجورة أيضًا قراءة هاتين السورتين في صلاة الفجر، وهو ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقوم به،وقد قال أبو هريرة
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ {قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ}”
4- الافتراش والتورك في الصلاة
للجلوس في الصلاة آداب، مثل الافتراش والتورك عند التشهد.
“فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ” [ورد في صحيح البخاري].
5- الدُعاء بعد انتهاء ركعة الوتر
أخيرًا، يُسنة الدعاء بعد انتهاء ركعة الوتر في قيام الليل.
“كانَ رسولُ اللَّهِ، يقرأُ في الوترِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فإذا سلَّمَ قالَ سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثَلاثَ مرَّاتٍ” [صحيح المسند رواه عبد الرحمن بن ابزي].
ثالثًا سنن مهجورة عن النوم
تتعدد السنن المهجورة المتعلقة بالنوم، مثل
1- النوم على الجانب الأيمن
يستحب النوم على الجانب الأيمن وترديد الدعاء المخصص.
“إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ” [رواه البراء بن عازب في صحيح مسلم].
2- النوم بعد صلاة العشاء
يُعتبر النوم بعد العشاء من السنن المهجورة، ويتضمن الدعاء عند نفض الفرش قبل النوم.
“إذا جاءَ أحَدُكُمْ فِراشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ولْيَقُلْ باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فاغْفِرْ لَها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ” [رواه أبو هريرة في صحيح البخاري].
3- الدُعاء عند الاستيقاظ من النوم
ينبغي ترديد الدعاء المذكور عند الاستيقاظ.
“إذا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلِ الحمدُ للهِ الذي عَافَانِي في جَسَدِي، ورَدَّ عليَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذكرِهِ” [رواه أبو هريرة بإسنادٍ جيد].
4- غسل اليد عند الاستيقاظ من النوم
يُفضل غسل اليد قبل إدخالها في الوضوء بعد الاستيقاظ.
“وإذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أنْ يُدْخِلَهَا في وضُوئِهِ، فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي أيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ” [حديثٌ بإسنادٍ صحيح].
رابعًا سنن مهجورة عن الطعام واللباس
تتضمن سنن النبي – صلى الله عليه وسلم – التي تتعلق بالطعام واللباس
1- ارتداء وخلع الحذاء
عند ارتداء الحذاء يجب البدء باليمنى وعند خلعه البدء باليسرى.
“إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليَمِينِ، وإذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بالشِّمَالِ، لِيَكُنِ اليُمْنَى أَوَّلَهُما تُنْعَلُ وَآخِرَهُما تُنْزَعُ” [رواه أبو هريرة في سنن أبي داوود].
2- ارتداء الثياب البيضاء
اتفق العلماء على فضل ارتداء الثياب البيضاء، فعن أبي هريرة أنه قال
“البِسوا من ثيابِكُمُ البياضَ فإنَّها مِن خيرِ ثيابِكُم، وَكَفِّنوا فيها موتاكم” [رواه عبد الله بن عباس بإسنادٍ صحيح].
3- البسملة قبل الأكل والشُرب
من السُنن الثابتة أن يُذكر اسم الله قبل البدء بالطعام.
“إنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عليه” [رواه حذيفة بن اليمان في صحيح أبي داوود].
4- حمد الله بعد الأكل والشرب
ينبغي تسمية الله وشكره بعد تناول الطعام.
“إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا” [رواه أنس بن مالك بإسنادٍ صحيح].
5- الشُرب ثلاثًا
يستحب الشرب على ثلاث مرات.
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ في الشَّرَابِ ثَلَاثًا، ويقولُ إنَّه أَرْوَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ” [مصدره صحيح مسلم].
6- الدعاء بعد تناول الطعام
يُسنة الدعاء بعد الطعام.
فإذا فرغَ من طعامهِ قالَ اللَّهمَّ أطعَمتَ وسقيتَ وأغنَيتَ وأقنيتَ وهدَيتَ وأحيَيتَ فلكَ الحمدُ علَى ما أعطيتَ” [بإسنادٍ صحيح لسلمة بن الأكوع].
7- تناول التمر على السحور
يعتبر تناول التمر عند السحور من السنن المهجورة.
“نِعْمَ سَحُورُ المؤمنِ التمرُ” [رواه أبو هريرة بإسنادٍ صحيح].
8- الدعاء بعد شرب اللبن
الدعاء عند شرب اللبن يُعتبر من السنة.
مَنْ سقاهُ اللهُ لبنًا، فلْيَقُلْ اللهم بارِكْ لنا فِيهِ، وزِدْنا مِنْهُ” [رواه عبد الله بن عباس بإسنادٍ صحيح].
أمثلة أخرى من السُنن النبوية المهجورة
توجد العديد من الأمثلة الأخرى من السُنن النبوية التي هجرت،وتُعتبر هذه السُنن جزءًا من حياة المسلم المثالية التي ينبغي السعي لتحصيلها،على سبيل المثال
- التعجيل من الإفطار في رمضان.
- تحنيك فم المولود بالتمر.
- تبرك الإنسان بالأمطار عند هطولها.
- الوقوف عند رؤية الجنائز.
- الصلاة أثناء ارتداء النعل الطاهر.
- التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول على الدرج.
- الدعاء عند الخروج من المنزل.
- بقاء اليد عند المصافحة.
- منع الأطفال من الخروج من البيت في أول الليل.
- توديع المسافر.
إن السُنن النبوية المهجورة يمكن أن تكون سببًا في دخول الجنة، لذا ينبغي على كل مسلم التأمل والتفكر في إعادة إحيائها في حياته اليومية، فهي تعد من أسباب القرب إلى الله تعالى.